احتضن المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، الجمعة، العرض الأول لمسرحية "ناتان الحكيم" التي قدمتها الفرقة المسرحية لجمعية "لصداقة بين الديانات" لمدينة استر الفرنسية، بالتنسيق مع الوكالة المتوسطية "ماد أسفار" للسياحة. المسرحية التي تدعمها أيضا وزارتا الثقافة والخارجية جاءت في إطار مبادرة "العيش معا في سلام" التي تقدمت بها الجزائر وتبنتها الأممالمتحدة. العمل الذي أخرجه الفرنسيان أليس وبرتران كازمارك هو اقتباس لعمل سينغ وتبناه المجتمعين المسلم والكاثوليكي بمدينة استر، إذ يسعى النصّ إلى تقديم قراءة معاصرة ومغايرة لتلك التي كتبت من طرف سينغ والذي يؤكد أن الأديان جميعها متماثلة ولكن قراءة كازمارك تؤكد أن الاختلافات الموجودة بين الأديان ليست عائقا في وجه العيش المشترك والتسامح لأن هدف الأديان هو تحقيق سعادة الإنسان. تدور أحداث المسرحية بمدينة القدس بين سنة 1187-1192 وتروي قصة "رشا" بنت تاجر يهودي الحكيم ناتان، ينقذها من نيران فارس من فرسان الهيكل الذي عفا عنه السلطان صلاح الدين الأيوبي، لتبدأ قصة درامية تلبسها الإثارة والغموض حول الهوية الحقيقية لرشا. الحكيم نتان ينجو من الفخ الذي نصبه له صلاح الدين الذي طلب منه الحُكم، أي الأديان أصح؟ لكن الحكيم ناتان يقص عليه قصة الإخوة الثلاثة وخاتم الأب. المسرحية درس في التسامح الديني ونبذ التعصّب والفرقة. العرض من تجسيد أعضاء جميعة "الصداقة بين الديانات"، لمدينة استر الفرنسية والذين يمثلون في الحياة اليومية معتقدات دينية مختلفة، على غرار جمال بدرة، رئيس مسجد الرحمة الذي يقوم بدور الصوفي، والسيد جان فرانسوا نووال، كاهن كنيسة استر، الذي يلعب دور المحقق الكبير.