أفاق سكان قسنطينة، بعد أكثر من أربعة أشهر من الخمول وشلل كل ورشات البناء والترميم، وحتى في المشاريع الكبرى، على غرار تهيئة وادي الرمال وحي باردو وقصر المعارض. أفاقوا على عودة الكثير من الورشات وبقوة، وفي حالة تسابق مع الوقت كما جرت العادة قبيل الزيارات المهمة للمسؤولين الكبار. وعلم بسرعة مواطنو المدينة بأن الأمر يخص زيارة مرتقبة للسيد عبد المالك سلال إلى عاصمة الشرق الجزائري، نهار الخميس، تزامنا مع ذكرى يوم الشهيد التي ستنقله إلى بلدية زيغود يوسف شمال الولاية. وتأتي ثالث زيارة في ظرف سنة لعبد المالك سلال إلى قسنطينة بعد مرور أربعة أشهر عن انطلاق احتفالية عاصمة الثقافة العربية التي دشن فعاليتها الوزير الأول، ووعد حينها بأن الورشات وأعمال تغيير وجه المدينة ستتواصل إلى أن تسترجع قسنطينة فعلا دورها ولقبها عاصمة للثقافة وللشرق الجزائريين ولكن بمجرد انتهاء زيارة الوزير الأول توقفت كل الورشات، بما فيها الواقعة في قلب المدينة في شارع بلوزداد، حيث غادرت المقاولات المكلفة بالترميم المدينة وتوقفت نهائيا مشاريع كبيرة على غرار تهيئة وادي الرمال وحي باردو وتوقف كليا مشروع إنجاز قصر للمعارض، وتبخر مشروع التليفيريك. .. وغادرت مؤسسة فرنسية مشروع ترميم درب السياح، لتترك شركة سابتا الجزائرية بمفردها في عمليات نحت الصخر وشق المغارات على مسافة تقارب ثلاثة كيلومترات. وبينما يدور الحديث عن كون زيارة الغد احتفالية فقط، لم تستبعد أطراف سؤال الوزير الأول عن بعض المشاريع التي ألحّ على تسليمها قريبا وأشرف على وضع حجر أساس أخرى، في الوقت الذي تعيش الولاية حالة استنفار عبر الطرق التي سيسلكها الوفد الوزاري من مطار محمد بوضياف الدولي إلى غاية بلدية زيغود يوسف، على مسافة 25 كلم، عمليات تزيين وتشجير وتجميع للقمامة وطلاء للجدران وبعض الواجهات سعيا إلى إعطاء صورة غير حقيقية لعاصمة الولاية وما جاورها من بلديات تغرق في القمامة منذ أشهر عديدة. كما أن الكثير من الأشجار التزيينية وحتى النافورات الموجودة في وسط مدينة قسنطينة اختفت وجفت بعد زيارة الوزير الأول مباشرة.
