قبل أيام من موعد امتحان شهادة البكالوريا..سلطة ضبط السمعي البصري تحذر من المساس بحقوق الأطفال    تحضيرا لموسم الاصطياف.. مخطط خاص بالرقابة والتموين في 14 ولاية ساحلية    القرار يحض حاملي المشاريع غير الجاهزة.. الشروع في إلغاء مقررات الاستفادة من العقار    بريد الجزائر: تعديل مواقيت العمل بشمال وجنوب الوطن    تحولت إلى "ترند" على مواقع التواصل..قافلة الصمود "توحد" المغاربة لنصرة الشعب الفلسطيني    الديوان الوطني للتطهير: قرابة 800 تدخل خلال أيام عيد الأضحى لضمان استمرارية الخدمة العمومية    حادثة محاولة الانتحار أمام مقر وزارة العدل: إيداع 4 متهمين الحبس المؤقت    مجلة "آفاق سينمائية" : إبراز دور السينما الجزائرية في فضح الاستعمار الفرنسي    نفذتها "منظمة الجيش السري" للاستعمار الفرنسي:حرق مكتبة الجامعة المركزية عام 1962 جريمة ضد الفكر والإنسانية    وزير الشؤون الدينية والأوقاف:التعاون المثمر بين مكونات البعثة وراء نجاح موسم الحج    البطل سقط في ميدان الشرف يوم 6 جوان 1958..ولاية باتنة تحيي الذكرى ال 67 لاستشهاد علي النمر    حيداوي يدعو الجمعيات الشبانية للانفتاح على شراكات محلية ووطنية    أبرز أهمية الرقمنة وتكريس التقاضي الإلكتروني.. بوجمعة: الحبس المؤقت يمثل 5.13 بالمائة من مجموع المحبوسين    موانئ: اعتماد ميناءين كنموذج أولي لتجريب استراتيجية العصرنة الجديدة    طاقة ومناجم: بحث افاق التعاون بين المؤسسات الجزائرية و "ميتسوبيشي باور أيرو" اليابانية    مجلة الجيش:الجزائر سترفع كل التحديات داخليا وخارجيا    مجلس الأمن:البوليساريو تدحض ادعاءات ممثل دولة الاحتلال المغربي    جمع جلود الأضاحي, أداة لدفع عجلة تطوير الصناعة الوطنية للجلود    رئيس المجلس الشعبي الوطني يستقبل سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر    اتفاقية تعاون علمي بين جامعة "بلحاج بوشعيب" لعين تموشنت وجامعة هيوستن الأمريكية    الفنانة التشكيلية نورة علي طلحة تعرض أعمالها بالجزائر العاصمة    الأمم المتحدة: القضية الصحراوية اليوم الثلاثاء في جدول أعمال دورة اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار    دراجات /طواف الكاميرون 2025 : الجزائري اسلام منصوري يفوز بسباق المرحلة السادسة    العروض الوطنية للفيلم السينمائي "محطة عين لحجر" تتواصل عبر عدة ولايات    كرة القدم / بطولة افريقيا للاعبين المحليين 2025 : مجيد بوقرة يقر بصعوبة ضبط التشكيلة النهائية    اختبار قوي للخضر    بطولات وتضحيات خالدة في الذاكرة الوطنية    مؤشرات الاقتصاد الجزائري تتحسّن    البرتغال تُتوّج بدوري الأمم الأوروبية    حجز قرابة 1.5 مليون قرص مهلوس بباتنة    الجزائر تتحصّل على جائزة لبيتم    الحجّاج يؤدون طواف الوداع    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 54981 شهيدا و126920 مصابا    فلسطين : مستوطنون صهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك    ورقلة : حجز أزيد من 62 ألف كبسولة من "بريقابالين"    تكريس لإرادة سياسية واضحة لحماية "ذاكرة وطن"    ضرورة تفعيل الحسابات وتحميل الملفات قبل 12 جوان    تكرس قيم الاحترافية والوطنية التي تحدو منتسبي القطاع    يختطف سفينة "كسر الحصار" على قطاع غزة    تنظيم عودة أول فوج للحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن    640 ألف مليار لاقتصاد أقوى ومعيشة أحسن    آخر الروتوشات لانطلاق امتحان البكالوريا    اللجنة المنظمة تطلق اليوم الموقع الرسمي للحدث    المديرية العامة للحماية المدنية تطلق مسابقة توظيف    خطوة أخرى لتعزيز التنمية بقرى وادي الأبطال    "التطور الحضاري لمدينة تلمسان" محور يوم دراسي    تتويج سيليا العاطب سفيرةً للثقافة الإفريقية 2025    استشراف لمستقبل الفن والتكنولوجيا    رفع ألفي طن من النفايات    جمع 27 ألف "هيدورة"    مجلس الأمة يهنّئ بالجائزة الذهبية "لبيتم"    إجماع على استقدام جمال بن شاذلي    مبادرة حسنة من الحجّاج الجزائريين    لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم    توسعة الحرم المكي: انجاز تاريخي لخدمة الحجاج والمعتمرين    ويلٌ لمن خذل غزّة..    هذه أفضل أعمال العشر الأوائل من ذي الحجة    عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 06 جوان 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الأمريكي الجديد في حوار مع الشروق: لم نستلم أي طلب رسمي من الجزائر للحصول
نشر في الشروق اليومي يوم 13 - 09 - 2006

يتحدث الدبلوماسي روبيرت فورد، سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد بالجزائر في أول حوار له مع الصحافة الوطنية عن رؤية واشنطن لعدد من الملفات الدبلوماسية، الأمنية وأفاق التعاون في القطاعات الاقتصادية والثقافية.
ويكشف السيد روبيرت فورد، وهو من الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يجيدون بشكل ناجح اللغة العربية الفصحى، خلال استضافته "الشروق اليومي" بمقر السفارة الأمريكية بالعاصمة، عن وجود استثمارات تابعة لشركة "سوناطراك" بالولايات المتحدة الأمريكية وأيضا عن "ورقة الطريق" التي اعتمدها لترقية التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية ومواقفه من قضايا تخص صلب التعاون مع الجزائر وملفات إقليمية مثل الصحراء الغربية وأبرز قضايا العالم العربي الإسلامي ومنها الوضع في فلسطين والموقف من "حركة حماس" و"حزب الله". ولأول مرة تخلى السفير الأمريكي الجديد عن الكثير من قيود "واجب التحفظ" التي تفرض عادة على ممثلي السلك الدبلوماسي الأجنبي وتحدث عما يشعر به في الجزائر التي عمل فيها منتصف التسعينيات عندما كانت الأوضاع الأمنية خطرة للغاية.
نص‮ اللقاء‮:‬

حاوره: انيس رحماني/مراد أوعباس - تصوير جعفر سعادة
‮- كل‮ سفير‮ أمريكي‮ يعين‮ في‮ أي‮ بلد‮ من‮ البلدان‮ يستلم‮ مع‮ التعيين،‮ وخاصة‮ في‮ التقليد‮ الأمريكي،‮ خارطة‮ طريق،‮ فما‮ هي‮ خارطة‮ طريق‮ سعادة‮ سفير‮ الولايات‮ المتحدة‮ الأمريكية‮ بالجزائر؟
* ما نريد عمله خلال السنوات المقبلة هو تقوية العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة على عدة أصعدة. أولا، التعاون بين البلدين في المجال الأمني والذي تطور بعد أحداث سبتمبر بشكل مهم جدا. فالزيارات بين الضباط والعسكريين الجزائريين والأمريكيين موجودة حاليا بعد أن‮ كانت‮ غائبة‮ تماما‮ خلال‮ المأساة‮ الوطنية‮. هذا‮ التعاون‮ موجود‮ ومتين‮ وسنعمل‮ على‮ تقويته‮.‬
ثاني محور هو المجال التجاري والاقتصادي، وهناك هدفين: الأول زيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاعات أخرى غير قطاع المحروقات. واعتقد أن العلاقات الجزائرية - الأمريكية في المجال البترولي جيدة ومعروفة، لكن الجزائر ستستفيد اكثر في قطاع الإنشاءات وفي مسألة المصارف والبنوك التي تبقى دون المستوى المطلوب. وأهم شيء من وراء هذه الاستثمارات هو زيادة فرص العمل، ثم مساعدة الجزائر على أن تنافس على المستوى الدولي اقتصاديا في قطاعات غير بترولية. والهدف الثاني، هو أننا نتمنى للجزائر أن تلتحق بالمنظمة العالمية للتجارة.
كما لدينا خبراء جاءوا للعمل في الصحافة، لدينا أيضا خبراء يشتغلون مع البنك المركزي لتقوية قطاع البنوك وخبراء جاءوا هنا للعمل مع وزارة المالية. كما لدينا خبراء باستطاعتهم - إن أرادت الحكومة الجزائرية - تحضير المسارات المختلفة بخصوص انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة. واعتقد أن مستقبل الجزائر هو أن تنضم تدريجيا إلى الاقتصاد العالمي. فإذا زرتم الأردن خلال الأعوام الماضية فسوف تلاحظون نموا اقتصاديا ضخما. ومن الممكن أن يحدث نفس الشيء هنا في الجزائر. هذا في المجال الاقتصادي والتجاري.
أما في المجال الثقافي، فأرى شخصيا أن هناك ميزة جزائرية تتمثل في أن الكثير من الجزائريين مرتاحون لطريقة التفكير الغربي وفي نفس الوقت لطريقة التفكير العربي الإسلامي. وهذا شيء نادر في تجربتي الدبلوماسية سواء في الدول العربية أو دول أخرى. إذن نحن الغرب وكمجتمع‮ أمريكي‮ يمكن‮ أن‮ نستفيد‮ من‮ فهمكم‮ العربي‮ والغربي‮ وكيفية‮ التعايش‮ مع‮ بعض،‮ لذا‮ نريد‮ من‮ جانبنا‮ أن‮ يكون‮ هناك‮ تبادل‮ ثقافي‮.
أما سياسيا، فنريد - مع تقوية الجزائر على المستوى الدولي - أن تكون هناك مشاورات مكثفة حول القضايا في الإقليم وفي المنطقة ككل. وهذه الاستشارات مهمة جدا. فالجزائر لديها سمعة ممتازة بين كل البلدان، لأنها تعتبر دولة محايدة. إذن، يمكن لها أن تستخدم هذه السمعة في‮ لعب‮ دور‮ إيجابي‮ جدا‮ على‮ المستوى‮ الدولي‮. كما‮ نريد‮ أن‮ نتشاور‮ مع‮ الجزائريين‮ حول‮ قضايا‮ الساعة‮ سواء‮ في‮ المغرب‮ العربي‮ أو‮ الشرق‮ الأوسط‮ أو‮ العالم‮ ككل‮. و‮ هذه‮ هي‮ المحاور‮ الأربعة‮ التي‮ سنعمل‮ عليها‮.‬
‮- كلما‮ طُرح‮ موضوع‮ التقارب‮ الجزائري‮ - الأمريكي،‮ يطرح‮ معه‮ موضوع‮ العلاقات‮ الجزائرية‮ - الفرنسية،‮ ويتساءل‮ البعض‮ إذا‮ كان‮ هذا‮ التقارب‮ سيكون‮ على‮ حساب‮ الفرنسيين؟
* أولا، نريد ونحن في الجزائر أن نربط علاقات قوية مع كل البلدان ولا نريد أن نكون سببا في دحض علاقات بين الجزائر وبلد آخر. فهذه ليست غايتنا هنا. واعتقد أن المميزات والامتيازات بين الجزائر وأمريكا ستكون واضحة.

‮- تحدثتم‮ عن‮ تطوير‮ التعاون‮ الاقتصادي‮ خارج‮ قطاع‮ المحروقات،‮ وأشرتم‮ إلى‮ قطاع‮ الإنشاءات‮ والخدمات،‮ فهل‮ هناك‮ تصور‮ لمشاريع‮ جاهزة،‮ أو‮ معالم‮ أولية‮ لمشاريع‮ ضخمة‮ في‮ الجزائر؟
* هناك اهتمام أمريكي في بعض المجالات، فمثلا هناك استثمار أمريكي جديد نسبيا في قطاع الإنشاءات وهو مشروع مصنع منتجات إنشائية في العاصمة. ومن جهتي أودّ تشجيع الشركات الأمريكية على المجيء هنا إلى الجزائر لترى ما هي فرص الاستثمار الموجودة.
‮- وماذا‮ بالنسبة‮ للبنوك،‮ والمشاريع‮ الكبرى‮ مثل‮ الطريق‮ السيار‮ شرق‮ ‮ غرب؟
* الحكومة الجزائرية لم تختر مقاولين أمريكيين وهذا من حقها. وإذا ما كانت هناك مشاريع أخرى كبرى اعتقد أن الشركات الأمريكية ستهتم بها، لكني شخصيا أفرق بين الاستثمارات وتنسيق المشاريع، وأرى أن الاستثمارات الأمريكية هنا أو الجزائرية في أمريكا تفيد البلدين على حد‮ سواء‮. فهل‮ تعلمون‮ مثلا‮ أن‮ هناك‮ استثمارات‮ جزائرية‮ في‮ مجال‮ البترول‮ من‮ طرف‮ شركة‮ سوناطراك‮ في‮ أمريكا‮.. هذه‮ هي‮ العولمة‮.‬
- بالنسبة للتعاون الأمني، هناك قضية الجزائريين المسجونين في غوانتنامو التي يتكرر الحديث عنها في كل مرة. وكان هناك مسؤول أمريكي كبير في الخارجية الأمريكية قد زار الجزائر نهاية العام الماضي وجرى بحث الموضوع. فهل هناك جديد في هذه القضية؟
* بخصوص الجزائريين في غوانتانامو ليس هناك خبر جديد، لكن هناك جدلا كبيرا في واشنطن حاليا والمسألة مطروحة أمام الكونغرس. والمشكل الكبير هو كيفية إيجاد توازن بين احتمالات مكافحة الإرهاب من ناحية، وفي نفس الوقت الالتزام بالحفاظ على حقوق الإنسان. والمحافظة على هذا‮ التوازن‮ بصراحة‮ ليس‮ بالأمر‮ السهل،‮ وهو‮ موضوع‮ نقاش‮ حالي‮ ومن‮ الممكن‮ أن‮ يصدر‮ الكونغرس‮ الأمريكي‮ قرارات‮ قريبا‮.‬
- في خضم حديثنا عن مكافحة الإرهاب يجري ترديد انتقادات ضد الإدارة الأمريكية مثل أن واشنطن تكافح الإرهاب في العالم، ولكن لا تساعد الجزائر في الحصول على الأسلحة، وربما كان هذا دافع وراء إبرام صفقة ضخمة مع روسيا للتزود بالأسلحة؟ ما تعليقكم؟
* على الحكومة الجزائرية أن تطلب أولا وبشكل رسمي الحصول على الأسلحة، وهو ما لم يحدث لحد الساعة. فلو تقدمت إلينا الحكومة الجزائرية بطلب رسمي لشراء أسلحة لكنا قد درسنا الملف. فمن حيث المبدأ ليس لدينا مانع، وإن كانت مثل هذه الصفقات تتطلب دراسة ولكن بإرسال طلب رسمي‮ ومكتوب‮.‬
- هناك توافد عدد كبير للمسؤولين الجزائريين إلى واشنطن بداية من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ووزير الخارجية، محمد بجاوي، وقائد الأركان، ڤايد صالح، واغلب الوزراء زاروا واشنطن. والآن فلنتحدث عن زيارة المسؤولين الأمريكيين الجزائر، متى يزور الرئيس الأمريكي‮ جورج‮ بوش‮ الجزائر؟‮
- خلال السنة الماضية زار عدد من المسؤولين الأمريكيين الجزائر، من بينهم دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع، وكذلك مدير وكالة التحقيقات الفديرالية وبعض المسؤولين من الخارجية من بينهم نائبة وزيرة الخارجية التي جاءت للتوقيع على اتفاق بخصوص التعاون العلمي، واعتقد أنه‮ في‮ بداية‮ السنة‮ القادمة‮ ستكون‮ هناك‮ زيارات‮ إضافية‮ قد‮ لا‮ نتحدث‮ بشأنها‮ اليوم،‮ لكن‮ بشكل‮ عام‮ وقصد‮ تحسين‮ العلاقات‮ ستكون‮ هناك‮ زيارات‮ إضافية‮.‬
‮- تحدثت‮ بعض‮ الصحف‮ عن‮ زيارة‮ مرتقبة‮ لكوندوليزا‮ رايس،‮ إلى‮ الجزائر،‮ ولكن‮ الزيارة‮ كانت‮ في‮ كل‮ مرة‮ تتأجل،‮ هل‮ هناك‮ رغبة‮ فعلا‮ لدى‮ رايس‮ لزيارة‮ الجزائر؟
* ليست لدينا معلومات عن وجود زيارة جديدة يجري التحضير لها، ولكن اعتقد ان السيدة ترغب فعلا في زيارة الجزائر في حال سمحت الظروف لها بالخروج من واشنطن حسب الأجندة وبرنامج العمل المسطر لدى السيدة الوزيرة.
- عاد النقاش مجددا حول مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي قد يكون مثلما تذكر بعض الأوساط على حساب اهتمامات واشنطن بمنطقة المغرب العربي سيما مع ما يحدث في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط على العموم، هل مازالت المنطقة في صميم الاهتمامات الأمريكية؟
* نعم، طبعا والجزائر جزء من العالم العربي وجزء من المشروع، ونحن نتعاون معها كجزء من العالم العربي، والاهتمامات كبيرة جدا في هذا المشروع. هناك برنامج تقديم المساعدات التقنية لبعض الصحف هذا جزء من المشروع، فضلا عن تقديم مساعدات تقنية للمؤسسات المالية كالبنوك وشركات التأمين، وهو جزء من المشروع. وهناك أيضا برنامج ومشاريع للتعاون مع الأحزاب السياسية بالتنسيق مع المعهد الديمقراطي الأمريكي، وهناك أيضا علاقات التعاون الثقافي مع الجزائر وتدخل في إطار المشروع وإن شاء الله الجزائر ستستفيد من هذه المشاريع، وهذه المبادرة والتي تمتد تدريجيا إلى كل البلدان العربية قصد تحسين العلاقات والتقليص من ظاهرة التطرف، هذا هو الهدف من البرنامج. المبادرة تختلف من بلد عربي إلى آخر حسب خصوصيات كل دولة، المهم أننا نكثف من التجربة والاتصالات، وعلى كل بلد أن يستفيد من البرنامج والمبادرة بالطريقة‮ التي‮ تخصه‮.‬
‮- كيف‮ تنظر‮ واشنطن‮ إلى‮ الوضع‮ الراهن‮ في‮ الصحراء‮ الغربية؟
* الوضع بصراحة في الصحراء الغربية وضع غير مريح، ولا يفرح، وأوضاع اللاجئين والشعب الصحراوي يستحق التغيير، وقد زار الكثير من الدبلوماسيين والسفراء الصحراء الغربية والمخيمات وشاهدوا كيف يعيش الناس هناك ظروفا صعبة، وبصراحة الأوضاع هناك ليست في صالح الصحراويين، ولا في صالح البلدان المعنية بالأمر، ونحن نرى انه حتى تكون هناك علاقات أقوى بين بلدان المغرب العربي، يجب حل قضية الصحراء الغربية التي صارت فعلا عقبة وتعرقل مسار البناء المغاربي، والسؤال هنا كيف نحصل على التقدم؟ هناك خلال الشهر القادم مناقشة في الأمم المتحدة،‮ ونحن‮ نعتقد‮ انه‮ حتى‮ يحدث‮ التقدم‮ في‮ القضية‮ يجب‮ أن‮ تكون‮ هناك‮ مناقشة‮ مباشرة‮ بين‮ الأطراف‮ المعنية،‮ وإذا‮ لم‮ يحدث‮ ذلك‮ يبقى‮ دائما‮ الوضع‮ مجمدا‮ وغير‮ مريح‮.
‮- طرحت‮ السلطات‮ المغربية‮ مبدأ‮ مقترح‮ الحكم‮ الذاتي،‮ ما‮ هو‮ رأي‮ الإدارة‮ الأمريكية‮ في‮ ذلك؟‮ هل‮ تدعمه؟
* الحكومة المغربية سبق ان قدمت لنا هذه الفكرة ولكن شجعناها على طرح مبادرة واقتراحات تعطي فيها اكبر قدر ممكن من الصلاحيات للمسؤولين الصحراويين، وانتم تعرفون ان الكلام في السياسة وخاصة في المفاوضات بدون تفاصيل يصبح كلاما سطحيا، وبدون معنى.
‮- بعد‮ 5‮ سنوات‮ من‮ أحداث‮ 11‮ سبتمبر‮ التي‮ هزت‮ العالم،‮ كيف‮ تنظر‮ واشنطن‮ لقضايا‮ الإرهاب‮ والإسلام‮ والمقاومة؟
* هذا سؤال "مليح "، نحن حققنا بعض النجاحات في جهودنا في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن مازال هناك خطر يتهدد أمريكا والعالم، هناك أناس فقدوا مصادر التمويل، لكن رأيتم ما حدث في السعودية، والأردن ولندن والمغرب، حجم نشاط القاعدة تراجع، لكن مايزال هناك نشاط بعض الجماعات الأخرى، وبالرغم من بعض النجاحات المحققة، فبعد 6 سنوات هناك تعاون دولي مكثف لمحاربة ومكافحة الإرهاب أقوى من السابق، دول أوروبا اليوم تناقش مع أمريكا والبلدان العربية و ول العالم الإسلامي، من إفريقيا وآسيا سبل مكافحة الإرهاب، رغم بعض النجاحات المحققة يبقى هناك المزيد من العمل الذي ينبغي إنجازه. أما بخصوص الإسلام فدعني أؤكد لكم على شيء مهم أن الحرب على الإرهاب لا تعني الحرب على الإسلام، فلدينا جالية في أمريكا تتكون من 2 مليون من المسلمين الأمريكيين يعيشون معنا، ونحن نفرق بين الإرهاب، والإسلام كدين موجود محترم ومقدس، ومتطرفين يحاولون استغلال الأديان لأغراض مشبوهة، هذا الطرح موجود في أمريكا، وليس معنى هذا أن المشاكل غير موجودة في امريكا، أنا لا أقول هذا ولكن ليس بالشكل الذي نصوره، ولعلكم قرأتم عن قضية الشاب الذي أجبر على نزع "تي شورت" مكتوب بالعربية في مطار أمريكي، الصحيفة التي نقلت الخبر استهزأت منهم، لأنه لا يمكن لتي شورت أن يفجر المطار، المشاكل الموجودة ستتناقص خلال السنوات القادمة. في نهاية المطاف على كل البلدان والأديان أن توحد الصفوف ضد التطرف وضد قتل الأبرياء.
- مع ذلك سعادة السفير هناك خلط مقصود تمارسه الإدارة الأمريكية بين مكافحة الإرهاب، وحق الشعوب المحتلة في مكافحة الاحتلال، كما هو حاصل في الأراضي المحتلة في فلسطين، وكذا في لبنان، ما هو الحد الفاصل في نظر الحكومة الأمريكية بين الإرهاب والمقاومة؟
* أظن أن الجزائر عندها فهم أكثر من غيرها من البلدان العربية أن الإرهاب في نهاية المطاف يقتل الأبرياء، وأنتم تتذكرون ما حدث في الجزائر من ذبح الأطفال والنساء والمزارعين واغتيال الصحافيين والمسرحيين وقتل المسؤولين في الحكومة، نحن نعتبر حماس التي تطلق الصواريخ وتضرب البيوت بشكل عشوائي وتقتل الأبرياء، نعتبر هذا إرهابا. حماس التي تضع كيسا فيه متفجرات داخل الحافلة لتفجير الأبرياء، نعتبر ذلك إرهابا. هذه ليست مقاومة.. هذا إرهاب. إذا كان الفلسطينيون يريدون تشكيل دولة مستقلة، نحن موافقون وقد سبق للرئيس بوش أن قال هذا‮ منذ‮ أربع‮ سنوات‮. نحن‮ لسنا‮ ضد‮ فكرة‮ الدولة‮ الفلسطينية‮ المستقلة،‮ ولكن‮ السؤال‮ ليس‮ في‮ الدولة‮ الفلسطينية‮ وتقدم‮ عملية‮ السلام،‮ ولكن‮ السؤال‮ الوحيد‮ هنا‮: هل‮ يجوز‮ فعلا‮ قتل‮ الأبرياء؟
‮- وماذا‮ عن‮ الأبرياء‮ الفلسطينيين‮ الذين‮ تقصفهم‮ إسرائيل‮ يوميا؟‮ هل‮ هو‮ الكيل‮ بمكيالين؟
* أعتقد أن الأمر واضح هنا وبإمكانكم أن تزوروا مواقع الإنترنت وتطلعوا على التقرير السنوي لأوضاع وحالة حقوق الإنسان في فلسطين لتعرفوا الموقف الأمريكي. وقد طلبنا عدة مرات من إسرائيل عدم قصف الأبرياء والمدنيين الفلسطينيين، وعلى الجانبين نبذ العنف والإرهاب والجلوس إلى طاولة الحوار والمفاوضات. ولكن من غير المعقول أن نطلب من إسرائيل أن تتجنب المقرات التي تطلق يوميا صواريخ تقتل أناسا أبرياء أو تضع متفجرات في محطات الحافلات وتقتل خمسين مدنيا. علينا جميعا نبذ العنف.
- هناك موقف أمريكي صارم ضد "القاعدة"، ولكن العمل مع الجزائر محدود في مجال مكافحة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي أعلنت ولاءها للقاعدة، حيث اقتصر التعاون على تقديم الجزائر معلومات لواشنطن لمكافحة "القاعدة" ولكن الجزائريين لم يتحصلوا على مساعدات ذات معنى‮ مقابل‮ المساعدة‮ لواشنطن؟
* ليس عندي معلومات حول هذه "الشكوى"، وسأتحدث إلى المسؤولين الجزائريين. ولكن دعني أؤكد لكم على شيء، نحن نعتبر هذه الجماعة جماعة إرهابية، وإذا كانت الحكومة الجزائرية تحتاج شيئا من عندنا في مجال مكافحة الإرهاب في الجزائر، فنحن جاهزون "واجدين" للمناقشة مع الشركاء‮ الجزائريين‮ والتعاون‮ في‮ مكافحة‮ الإرهاب‮.‬
‮- هناك‮ نشاط‮ أمريكي‮ في‮ الصحراء‮ الجزائرية،‮ ودول‮ الساحل‮ الإفريقي،‮ ما‮ هي‮ مساهمة‮ واشنطن‮ في‮ مكافحة‮ الإرهاب‮ في‮ هذه‮ المنطقة؟
* هناك مبادرة تشمل تسعة بلدان من بينها الجزائر، السنغال، النيجر... وقد وفرنا تدريبا مشتركا وأجهزة ولقاءات بين الشركاء، وأمريكا مستعدة للتعاون من خلال هذا المبادرة مع كل البلدان بما فيها الجزائر إذا أرادت ذلك، وعليهم الاختيار ونحن دائما نرحب بهم.
‮- أنت‮ كنت‮ في‮ الجزائر‮ سفيرا‮ في‮ التسعينيات،‮ وعشت‮ الأوضاع‮ السابقة،‮ واليوم‮ تعود‮ سفيرا‮ من‮ جديد‮. كيف‮ كان‮ شعورك،‮ وما‮ هي‮ الرؤية‮ التي‮ كانت‮ في‮ ذهنك‮ حول‮ الوضع‮ في‮ الجزائر‮ أنذاك؟
* بصراحة، إلى حد ما تعتبر إعادة تعييني سفيرا تحقيقا لحلم، لأني عشت هنا مع زوجتي قبل عشر سنوات، وكانت الأوضاع صعبة جدا، تقتيل النساء والأطفال وذبح يومي، وهذه صور مرفوضة. وأعرف أناسا قتلوا رحمهم الله.. باختصار كانت الأوضاع صعبة جدا، ولكن اليوم الحمد لله.. وأقول الحمد لله ألف مرة.. أن الأوضاع هنا تحسنت، والناس في المدن والقرى مايزال باستطاعتهم التعبير عن رأيهم. فالجزائري مقارنة مع بعض البلدان التي اشتغلت فيها، باستطاعته أن يعبر عن رأيه وستكون لي فرص أخرى للاحتكاك مع الناس، وإن كان أمامي واجب تحسين لغتي للتواصل‮ أكثر‮ والتفاهم‮ مع‮ الناس‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.