فقدت بلدية برج الكيفان خلال العشرية الأخيرة، طابعها العمراني الذي كانت تتميز به في الماضي، حيث تسبب البناء الفوضوي في تغيير كلي لهذه البلدية الساحلية التي غزاها الإسمنت من كل الجهات والزوايا، رغم طابعها الساحلي السياحي، إلا أن بلدية برج الكيفان تفتقر إلى المساحات الخضراء الكافية وكذلك المرافق الترفيهية من ملاعب جوارية وفضاءات عائلية، وهذا كله نظرا إلى الإهمال الكلي لمثل هذا النوع من المرافق الحساسة من طرف السلطات المحلية على مدار العشرية الأخيرة. وتسبب هذا الإهمال الذي تتحمل مسؤوليته البلدية بسبب نظرتها الضيقة لكل المسائل المتعلقة بحماية البيئة والمحيط في تشويه المنظر العام لبلدية برج الكيفان بعد استفحال مظاهر العمران الفوضوي على حساب العمران الحضري. وفي إطار هذا الموضوع، لا تزال المشاريع التي أعلنت عنها بلدية برج الكيفان منذ بداية السنة الجارية والخاصة بإنجاز بعض المساحات الخضراء على مستوى عدة أحياء رئيسية، إضافة إلى بعض ملاعب جوارية لفائدة الشباب والأطفال، حيت خصص لها المجلس البلدي حسب تصريحات مير فوردلو حداد قدور مبلغا ماليا قدره 600 مليون سنتيم لإنجاز ملعب جواري بحي سعيدي، ومبلغ 8 مليون دينار لإنجاز ملعب جواري آخر بغابة بني مراد... وبعض المشاريع الأخرى، إلا أن كل هذه المشاريع لا تزال تراوح مكانها ولم تتعد نسبة إنجازها 50 بالمائة فقط، وهذا ما يوحي باستمرار تأخرها عن آجالها القانونية. ولعل ما يعكس النقص الكبير للمساحات الخضراء على مستوى بلدية برج الكيفان هو التهميش الخطير الذي تتعرض له غابة بني مراد التي تحولت إلى شبه مفرغات عمومية، ناهيك عن الزحف الخطير لبيوت القصدير نحو هذه الغابة على مرأى السلطات المحلية. في سياق آخر، خصصت بلدية برج الكيفان مبلغ 3 ملايير سنتيم لاقتناء أربع شاحنات لرفع القمامة من سعة 20 طن من أجل تغطية شاملة لكل أحياء البلدية من حيث إزالة القمامة من الأحياء وتنظيفها، لكن ميدانيا لا تزال هذه الشاحنات مجرد وعود من السلطات للأحياء التي اشتكت من تراكم القمامة.