أعلنت، أمس، الشركة البرازيلية ”أندراد غوتيريز” المكلفة بإنجاز جسر القرن أو ما يعرف بالجسر العملاق، دخول المرحلة النهائية لأشغال تجسيد هذا المشروع الضخم الذي يكلف خزينة الدولة قرابة 3 آلاف مليار سنتيم. وقال المسؤول الأول عن الشركة المتواجدة في 40 بلدا كلوديس أن إنجاز جسر القرن في قسنطينة بالذات يعتبر تحديا للخبرة والكفاءة البرازيلية في مجال إنشاء الجسور والمنشآت الفنية المشهود لها عالميا، بالنظر لطابع قسنطينة وثقلها التاريخي، وهو ما يستلزم اتباع تكنولوجيا متطورة وإخراج جسر يليق بقيمة المدينة التي تحوي جسورا معروفة عالميا على حد زعمه، مبديا إعجابه بمشروع سيكون تحفة تتوسط صخورا وجبالا ووادي الرمال، مؤكدا في سياق تدخله خلال العرض التقني المقدم بقاعدة الحياة للشركة بباردو، بحضور سفير البرازيل، السيد هنريك سردينها، ووالي قسنطينة وعدد من الخبراء والتقنيين والإعلاميين، أن الأشغال الصعبة والمعقدة تم تجاوزها على المستويين الجيولوجي والتبوغرافي، ووضع الأعمدة العملاقة، مبديا قناعته بأن هذا الجسر سيكون واحدة من أحسن التحف المعلقة في العالم. ولم يخف من جهته سفير البرازيل في الجزائر السيد هنريك إعجابه بقيمة التحدي، حيث أوضح: ”الجسر يعتبر تحديا جديدا للخبرة البرازيلية وسيعطينا تحفة فنية في مدينة جميلة، سيغير من وجهها ويساهم في تحسين حركة المرور، نحن مدانون للحكومة الجزائرية التي اختارت شركة برازيلية لتجسيد مشروع سيكون مفخرة للجزائر المستقلة”، مشيدا في سياق حديثه بالتعاون الجزائري البرازيلي، معتبرا إياه إستراتيجيا، قبل أن يفسح المجال للوالي نور الدين بدوي الذي تطرق بدوره إلى قيمة الجسر وإلى ما تقوم به شركة أندراد من نقل للتكنولوجيا للجزائريين، وهو نموذج حقيقي للتعاون، موضحا أن هذا المشروع يرعاه شخصيا رئيس الجمهورية، مهنئا الشركة على ما قامت به من أشغال تجاوزت من خلاله المرحلة الصعبة والمعقدة. يذكر أن الجسر الذي سيدخل الخدمة خلال الثلاثي الأول من سنة 2014 سيستهلك 145 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة ويمتد على مسافة 4.3 كلم باحتساب المداخل، طوله 1119 متر وعرضه 27 مترا وعلوه 60 مترا، وقد تم أمس بمناسبة اللقاء عرض فيلم حول الجسر وما تقوم به الشركة البرازيلية التي توظف بقسنطينة لتجسيد هذا المشروع 750 عاملا، وتشرف على عدة مشاريع في الجزائر أبرزها توسيع ميترو الجزائر ومطار وهران وإنجاز ميناء الصيد والترفيه بالعوانة وسد بوسيابة بجيجل.