معتمرون تاهوا في السعودية وآخرون حشروا في مطابخ وأروقة الفنادق شكلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بالتعاون مع الديوان الوطني للحج والعمرة، منذ يومين، لجنة تحقيق في ملف عمرة رمضان، بعد أن عانى المعتمرون الجزائريون في المدينةالمنورة ومكة المكرمة، بسبب احتيال وتلاعب عدد من الوكالات السياحية بهم. وأفادت مصادر مسؤولة من الوزارة، أمس، في تصريح ل''الخبر''، بأن الشكاوى التي تلقاها مختلف مديري الشؤون الدينية عبر الوطن، ضد وكالات سياحية وأسفار خاصة، منذ حوالي 20 يوما، دفعت بالوزارة إلى تنصيب لجنة تحقيق مركزية. وتضم اللجنة إطارات من الشؤون الدينية والديوان الوطني للحج والعمرة. وسجل إلى حد الآن شكاوى وخروقات ضد 14 وكالة سياحية خاصة من أصل 250 وكالة سياحية اعتمدت خلال موسم العمرة لشعبان ورمضان، من بينها وكالة بالأبيار بالجزائر العاصمة وأخرى في عين البنيان وكذا وكالة في مغنية. ووقف عدد من المراقبين والمفتشين على الخروقات المسجلة أثناء موسم العمرة، خصوصا أن تقارير وصلت من وزارة الحج السعودية ومصالح الأمن هناك، تثبت ''تخلي'' عدد من الوكالات السياحية عن المعتمرين، إلى الحد الذي قاموا فيه بالاحتجاج ومحاولة قطع الطريق في المدينة خصوصا. وتتخذ لجنة التحقيق قراراتها العقابية في حق الوكالات السياحية، التي أخلت بدفتر الشروط المسلم لها من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة، وتصل العقوبة إلى حرمانها من رخصة العمرة والحج. وتم إدراج 14 وكالة سياحية أغلبها بالعاصمة وتلمسان ووهران في القائمة السوداء. وبلغ الأمر بعدد من الوكالات، كما هو الحال بالنسبة للمعتمرين الذين تنقلوا لأداء مناسك العمرة في العشر الأواخر، إلى منحهم غرفا ضيقة لا تتسع أصلا لشخصين فما بالك بأربعة، مثلما يؤكد ممثل المعتمرين بمغنية أحمد طبيز، الذي يؤكد بأن ''الوكالة السياحية التي نقلته بمبلغ 18 مليون سنتيم، أقحمتهم بطريقة مهينة في غرف لا تتسع لهم''. ومن بين المعتمرين من زج به هو وحقائبه في مطبخ الفندق، ومنهم من بات في الرواق الخاص بالغرف وفي قاعة الاستقبال، في غياب المرشدين وممثلي الوكالات السياحية، كما أن هناك عددا من المعتمرين بالعاصمة حرموا من التوجه إلى البقاع المقدسة، بعد احتيال وكالة بعين البنيان عليهم، ولم يسترجعوا إلى اليوم أموالهم. من جهته، أوضح نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، مناصير الشريف، في اتصال معه، بأن ''النقابة مع تنصيب لجنة تحقيق وزارية، لكن يجب استدعاء أصحاب الوكالات السياحية التي رفعت ضدها تقارير وشكاوى''. وأضاف: ''بالفعل هناك من الوكالات من لم تحترم العقود المبرمة مع المعتمرين، وأحدثت مشاكل كبيرة''، مستثنيا في ذلك ''تأخر الرحلات، حيث تم إدراج بند يشير إلى أنه في حالة تأخر رحلة الذهاب والعودة لا تكون الوكالة مسؤولة، بل تتحمل شركة الطيران المسؤولية''. وطرح المتحدث مشكل الأمتعة الذي أرق المعتمرين، حيث عاد المئات منهم من دون حقائب ولا دلاء ماء زمزم، وهناك من لم يتمكن من الحصول على أمتعته على مستوى مطار هواري بومدين إلا بعد 5 أيام، في حين لم يسترجع آخرون أمتعتهم إلى يومنا هذا.