يتسلم الرئيس الجديد المنتخب لقيادة فرنسا إيمانويل ماكرون، اليوم، مفاتيح السلطة بقصر الإليزيه، من قبل الرئيس المنتهية عهدته الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند، هذا الأخير كان قد أوضح بأن حفل مراسيم تسليم المهام سيجرى في ظروف بسيطة وواضحة، معبرا عن سعادته لتسليم السلطة إلى ماكرون الذي حظي بقرابة 66.1 في المائة من الأصوات الفرنسية، وليس لمعارض سياسي، مما قد يسهّل الأمور على هولاند . كما يرتقب أن يطلع هولاند الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون على كافة الملفات الحساسة، حتى يتمكن هذا الأخير من مباشرة عمله فور استلامه التفويض، من بينها الملفات العالقة على مستوى الدبلوماسية الفرنسية، وكذا المتعلقة بمستقبل الاتحاد الأوروبي، حيث سيستهل إيمانويل ماكرون عهدته بأول زيارة له خارج الأراضي الفرنسية وداخل الفضاء الأوروبي، غدا الاثنين، أي في اليوم الموالي لاستلامه السلطة باتجاه برلينبألمانيا، مواصلة منه للتقليد الذي اعتاد عليه كل الرؤساء الفرنسيين، باتخاذهم ألمانيا الوجهة الأولى لهم مباشرة بعد استلامهم السلطة، وهي الزيارة التي تحمل في طياتها الكثير من التفاؤل بالنسبة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل، التي تأمل في التباحث مع ضيفها حول مسائل إصلاح المنظمة الأوروبية وانفتاحها على العالم، وفقا لما تضمّنته الخطوط العريضة لبرنامج ماكرون الرئاسي خلال حملته الانتخابية، حيث كانت أوروبا القلب النابض لحملته، في الوقت الذي لم يتم فيه الكشف عن فحوى الزيارة وعن الملفات التي سيتم التطرق إليها . لكن قبل ذلك، تتشوق الطبقة السياسية والرأي العام بفرنسا، إلى معرفة هوية الوزير الأول الذي سيختاره إيمانويل ماكرون لرئاسة حكومته بداية من مساء اليوم الأحد أو غدا الاثنين. فبعد انطلاق معركة التشريعيات يترقب الجميع قدوم الشخصية التي ستقود كفاح المرحلة القادمة لتأسيس البرلمان الفرنسي. وتطرح كل الأسئلة نفسها حول إذا ما سينجح الرئيس الجديد في كسب الرهان، وتفجير الحزب اليميني للجمهوريين، الذي لا يزال يقاوم عكس معسكر اليسار للاشتراكيين، الذي يشهد نزيفا حادا بعد تفككه، ورغبة إيمانويل ماكرون في إعادة بناء الطبقة السياسية من جديد بعد ضمان الأغلبية في البرلمان. ولا يزال الرئيس الجديد يعمل على سرية المعلومات، ولم يتسنى للصحافة الوصول إلى خيط من شأنه الكشف على اسم الوزير الأول الذي يعرفه ماكرون فقط أو محيطه المقرب الذي لا يتعدى زوجته بريجيت ماكرون، لكن لم تبقى إلا ساعات قليلة لرفع الستار عن هوية رئيس الحكومة الجديد.
