في وقت تعيش فيه فرنسا، أزمة متعددة الأبعاد، يتركز النقاش الداخلي مرة أخرى حول الاسلام، لدرجة تنشيط الرئيس ماكرون ندوة حول ما صار يسمى في فرنسا ب"الانفصال الاسلامي". لم ترق الازمة الخانقة التي تتخبط فيها فرنسا وزادت من حدتها جائحة كورونا لأن تكون محل نقاش وطني، بل الأهم بالنسبة للطبقة الفرنسية هو "الاسلام" مرة أخرى. فأعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، أن الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم، مشيرا إلى أن الإسلام يحاول خلق منظومة موازية لإحكام سيطرته في البلاد. وأكد ماكرون خلال مؤتمره الصحفي، نقلته الوكالة الأوروبية، أن "الإسلام دين يمر اليوم بأزمة في جميع أنحاء العالم، ولا نراها في بلادنا فقط"، مشدداً على كونها "أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصولية والمشاريع الدينية والسياسية التي تؤدي إلى تصلب شديد للغاية". وقال ماكرون إن "على الدولة الفرنسية مكافحة الانفصالية الإسلاموية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تأسيس مجتمع مضاد". وتابع ماكرون: "هناك في هذا الإسلام الراديكالي، الذي هو صلب موضوعنا، إرادة علنية لإظهار تنظيم منهجي يهدف إلى الالتفاف على قوانين الجمهورية وخلق قانون مواز له قيم أخرى، وتطوير تنظيم آخر للمجتمع". وصار في فرنسا تركيز النقاش حول الاسلام والمسلمين أحسن وسيلة لصرف النظر عن عجز الحكومة والطبقة السياسية برمتها ايجاد حلول للمشاكل العميقة. حزب ميلينشون، كان الحزب الوحيد تقريبا اليوم الذي انتقد الخطاب، فأشارت نائب عن هذا الحزب "المشكل في بلادنا ليس الاسلام بل السياسيات الاقتصادية العرجاء المطبقة من طرف الحكومة".