استفاد سكان البنايات المتضررة من زلزال 29 ماي الفارط بالمدية، من برنامج تكميلي يضم 250 سكنا ريفيا و100 إعانة مالية، تضاف إلى تلك التي تم إقرارها في البرنامج الاستعجالي، فيما تم تقدير المبلغ الإجمالي للخسائر المترتبة عن هذه الكارثة بما يقارب 3 ملايير دينار. كشف الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية حسين معزوز، أول أمس، أن تقريرا مفصلا حول وضعية المناطق التي تضررت من زلزال 29 ماي الماضي، وكذا الإجراءات التي تم اتخاذها سيعرض على الوزير الأول عبد المالك سلال، غدا الأحد، مجددا بالمناسبة الالتزام الكامل للسلطات العمومية بالتجند لفائدة المنطقة ومحاولة مسح أثار هذه الكارثة الطبيعية في أقرب الآجال. وشدد نفس المسؤول خلال زيارة ميدانية قام بها وفد مشكل من الأمناء العامين لعدة قطاعات وزارية إلى المناطق التي تضررت من الزلزال شمال شرق ولاية المدية، على ضرورة تزويد بلدية ميهوب والمناطق المجاورة لها بمخطط تعمير خاص بهدف ضمان سلامة المواطنين وتقليص الخسائر في حالة خطر الزلزال، مبرزا أهمية الأخذ في الحسبان عند وضع المخطط الحركة الزلزالية بالمنطقة وسلامة وأمن المواطنين. وإذ أشار السيد معزوز، إلى أن هذا المخطط ينطوي على معايير صارمة للمراقبة والمتابعة للمشاريع المزمع إنشاؤها على مستوى المنطقة، شدد على ضرورة تحمّل مسؤولي المصالح التقنية لمسؤولياتهم كاملة مستقبلا، داعيا إياهم إلى تنصيب جهاز تدخل في مجال التعمير والسكن قادر على تقليص الخسائر في حالة تسجيل زلزال عنيف. وطبقا للعرض الذي قدمه الأمين العام لولاية المدية، فإن الخسائر التي خلّفها زلزال 29 ماي الماضي، بمنطقة ميهوب و7 بلديات أخرى بالمدية تقارب 3 ملايير دينار، مع الإشارة إلى أن أكبر حصة من الخسائر سجلت في المؤسسات العمومية كقاعات رياضة والهياكل الثقافية وغيرها، حيث قاربت قيمة الأضرار التي لحقت بهذه المؤسسات 800 مليون دينار، ثم منشآت الطرق ب687 مليون دينار، وبعدها المؤسسات التربوية (تضرر 70 مؤسسة تربوية) ب593 مليون دينار، تليها الشبكات القاعدية ب180 مليون دينار، في حين بلغت الخسائر التي لحقت بالسكنات العمومية 236 مليون دينار، مست 261 وحدة سكنية عمومية، تضاف إليها خسائر بقيمة 236 مليون دينار، ناجمة عن تضرر أكثر من 2880 وحدة من صيغة السكن الريفي موزعة عبر 19 موقعا، كما يشير التقرير الولائي الخاص بالأضرار إلى قيمة الخسائر التي لحقت بقطاعات أخرى، على غرار قطاع الشؤون الدينية والأوقاف (102 مليون دينار)، الإدارة (96 مليون دينار)، الصحة (16 مليون دينار) والري (6 ملايين دينار). برنامج إضافي لأصحاب بنايات الخانة البرتقالية خصصت وزارة السكن والعمران والمدينة، برنامجا إضافيا للمتضررين من زلزال المدية، يضم 250 وحدة من صيغة السكن الريفي، فضلا عن 100 إعانة مالية، حسبما أعلن عنه الأمين العام بالوزارة كمال ناصري. هذا البرنامج التكميلي الذي يضاف إلى البرنامج الاستعجالي الذي أعلن عنه وزير السكن عبد المجيد تبون، غداة وقوع الزلزال، والمتضمن 500 سكن ريفي و400 إعانة مالية، سيوجه للتكفل بمنكوبي الزلزال القاطنين بسكنات مصنّفة ضمن الخانة البرتقالية من الدرجة الرابعة، وسيتم توزيعه على شطرين حسبما أعلن عنه السيد ناصري الذي كشف في سياق متصل بأن المصالح التقنية ستشرف بشكل مباشر على أشغال إعادة تهيئة السكنات المتضررة لتفادي تسجيل أية تأخر في الإنجاز وضمان مطابقة الأشغال للمعايير التقنية المحددة. أما بخصوص المتضررين الذين يقطنون البنايات المصنّفة ضمن الخانة الخضراء من الدرجة الثانية والبرتقالية من الدرجة الثالثة، فسيستفيدون من الإعانة دفعة واحدة بهدف تمكينهم من إعادة تهيئة مساكنهم في أقرب الآجال. وأعدت السلطات الولائية في إطار المساعدات التي قدمتها الدولة لسكان البلديات المتضررة من الزلزال 660 قرار تمويل، فيما تم أول أمس، توزيع 150 إعانة على المنكوبين من سكان بلديتي العزيزية ومغراوة. وقد زار الوفد الذي ضم الأمناء العامين لوزارات المالية والأشغال العمومية والنقل والصحة والتضامن والسكن والداخلية والموارد المائية بلديات القلب الكبير وموايسية وميهوب ومزغنة، وهي البلديات التي تضررت بشكل كبير بزلزال 29 ماي الماضي، الذي بلغت قوته 5,3 درجات على سلم ريشتر. قافلة تضامنية مع سكان ميهوب تنطلق بعد غد من العاصمة في إطار تواصل التضامن مع سكان ميهوب والبلديات الأخرى التي تضررت من زلزال 29 ماي الأخير، تنطلق قافلة تضامنية لجمعية "الأنيس" لتنشيط الشباب التابعة لولاية الجزائر بعد غد الاثنين من العاصمة باتجاه المدية، بهدف تخفيف المعاناة على المتضررين من الزلزال. ويواصل أعضاء الجمعية من الشباب حاليا جمع التبرعات الخاصة بالقافلة المبرمج انطلاقها من مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، حسب رئيس الجمعية عادل لحبيب، الذي أشار إلى أن أعضاء الجمعية سيقضون مع سكان قرية ميهوب يوما كاملا يتم خلاله توزيع قدر هام من الإعانات المتمثلة في أغطية وأفرشة وكمية معتبرة من الأدوية، تبرعت بها جمعيات ورابطات ناشطة في إقليم ولاية الجزائر.
