دعا مشاركون في الملتقى الوطني حول «الاستراتيجية الجديدة للاستثمار ما بعد البترول»، أمس، إلى تكثيف الاستثمار في الطاقات المتجددة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال «لبناء اقتصاد بعيدا عن المحروقات». أبرز المتدخلون في هذا اللقاء المنظم بمبادرة من غرفة التجارة والصناعة لولاية غليزان، بالتنسيق مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، أن الجزائر تمتلك مصادر «عديدة» للطاقات الجديدة والمتجددة، التي تمكنها من دعم النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة للبلاد. وفي هذا الإطار، صرح مدير الدراسات بمركز تنمية الطاقات المتجددة البرفسور، عبد القادر توزي، في مداخلته حول «الطاقة المتجددة والفرص الاقتصادية»، أن الطاقة الشمسية هي «عملاق اقتصادي نائم ويمكن التحكم في تكاليفها وتطوير البدائل التي تسمح باستخدام أمثل للقدرات المتاحة»، متسائلا عن السبب وراء «إهمال هذه الطاقات المتوفرة وعدم إعطائها الأهمية اللازمة». وأبرز ذات المتحدث، أن الصحراء الجزائرية تتوفر على «2665 ساعة ضوئية غير مستغلة ولم يُستثمر فيها»، لافتا إلى أن المتر المربع الواحد من الطاقة الشمسية باستطاعته تموين مدينة بأكملها بالطاقة لمدة يومين. ومن جهته أكد الوزير السابق للطاقة، عبد المجيد عطار، لدى تدخله في هذا اللقاء، أنه حان الوقت الآن للجزائر أن تحدث انتقالا طاقويا يسمح بخلق بدائل للثروة النفطية بهدف تغطية الحاجيات المستقبلية وكذا ضمان الاستقلال الطاقوي في ظل التحولات التكنولوجية والاقتصادية التي يعرفها العالم. وأردف المدير العام الأسبق لسوناطراك يقول: «نحن في زمن التحدي ويستلزم علينا الاستثمار في الطاقات المتجددة، خصوصا منها الطاقة الشمسية كبديل مستقبلي وللحفاظ على الطاقة للأجيال القادمة مطالب بخلق صناعة وطنية لمعدات وأجهزة صناعة الطاقة المتجددة، لتفادي استيراد هذه الأجهزة». ويهدف هذا الملتقى الوطني إلى التعريف بالمؤهلات التي تمتلكها الجزائر وكذا ولاية غليزان، والمحفزة للاستثمار وكذا بالقدرات البديلة لبناء اقتصاد بعيدا عن البترول. وقد حضر هذا اللقاء رؤساء ومديرو غرف التجارة والصناعة لمختلف ولايات الوطن، إلى جانب متعاملين اقتصاديين وممثلي البنوك والتأمينات وأجهزة دعم وتشغيل الشباب، فضلا عن خبراء اقتصاديين وفي مجال المحروقات.