رحلة الأمومة يمكن أن تكون مجهدة خاصة إذا كنت تعتمدين على نفسك بالأساس. وتكون الأم العاملة أكثر حساسية لهذا الموضوع بسبب إحساسها بالذنب لترك طفلها أثناء فترة العمل وما قد يزيد الأمر صعوبة هو رد الفعل الذي قد تتلقاه عند رؤية طفلها آخر اليوم: كالصراخ أو إظهار عدم الاهتمام أو العنف (كالجذب أو الشد أو عدم الإنصات والرفض لما تطلبه). مع مرور الوقت تبدأ الأم بالضيق والإحساس بعدم التقدير وهذا قد يجعلها أقل رغبة في رؤية طفلها وقضاء وقت معه. ولكن معالجة الأمر بفاعلية سيجنب الأم كل هذه المتاعب بل وسيساعدها على نجاحها العملي. فالأم الفعالة لديها قدرات تمكنها من النجاح على كافة المستويات. - قدرات التواصل وفهم الغير: فالأم الحامل والمرضع تتكيف بقدرة فائقة على وجود كائن إضافي يلازمها 24 ساعة ويعتمد عليها في كل شيء ولا يتكلم وبهذا تتضاعف كفاءة استخدامها لقدرتها العقلية والفكرية والنفسية والحسية لمعرفة وتلبية احتياجاته. فالأم تعرف بكاء الجوع والنوم والمرض. - قدرات القيادة والإدارة وتعليم الغير وحل المشكلات: وكلما كبر الأولاد أصبحت أكثر مهارة في الاستماع لهم والتواصل معهم بشكل يساعدهم على تعلم المشي الجري الكلام الألوان الأشياء بالإضافة إلى التعليم وكونها مصدر المعلومات تصبح الأم القدوة في غرس القيم والمبادئ كالأمانة النظافة الإتقان الاجتهاد وبهذا تكتسب مهارات عن كيفية إدارة الوقت الجهد المال إضافة الى تنمية القدرة على القيادة والابتكار فقد أصاب الشاعر حافظ ابراهيم حين قال: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق. وهنا نجد أن الأم العاملة تتفوق على نظيراتها في القدرة على الاحتمال والتكيف وإيجاد الحلول والبدائل والابتكار والقيادة للآخرين. - إدراك الأم لذلك مهم لإعطائها الثقة في قدرتها على النجاح بعد رجوعها إلى العمل من أجازة الوضع وخلال السنوات الأولى من عمر الطفل والتي تعتبر فترة انتقالية لجميع الأطراف. أيضا سيساعدها هذا الإدراك على التواصل بفاعلية مع المديرين والزملاء داخل العمل لإقناعهم بتقبل فكرة دعمها لسرعة إعادة دمجها والاستفادة من مهاراتها. المهم أن تعرف الأم العاملة أن الأسلوب الفعال في التواصل مع الغير بالإضافة إلى مهاراتها سيعطيها القدرة على تغير أي نقد أو صعوبات بشكل إيجابي إلى نجاح وتحقيق لذاتها وسعادتها مع أسرتها وفي عملها. فاذا كنت أم عاملة تحدثي عن أفكارك بثقة ووضوح واستمعي للآخرين لفهم احتياجاتهم وأهدافهم ولا تقسي على نفسك عند الخطأ فالأخطاء فرصة للتعلم والتطور وتذكري دائما أن نجاحك ممكن إذا قررت أنتي ذلك وثابرتي. نصيحة إلى كل أم: ابني علاقة فعالة مع طفلك في السنوات الستة الأولى خاصة السنتين الأولين وحاولي أن تستمتعي قدر المستطاع بتلك الفترة وأن تعتبريها فرصة لاكتشاف نفسك وقدراتك حتى تعرفي نقاط قوتك والتي ستساعدك على الرجوع للعمل والتعامل مع الانفصال عن طفلك خلال وقت العمل بسلاسة وسلام.