بريطانيا تمنع الفارين من جحيم سوريا دخول أراضيها خرقت اشتباكات عنيفة اندلعت أمس، بعد الهدنة التي تم التوصل إليها الأربعاء الفارط بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معضمية الشام قرب دمشق، حسب ما ذكر ناشطون. وحصلت "اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في شرق وشمال مدينة معضمية الشام". ويأتي ذلك غداة التوصل الى اتفاق بين النظام ومقاتلي المعارضة في المعضمية دخل حيز التنفيذ الاربعاء ونص على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المدينة لمدة 72 ساعة مقابل وقف القتال وادخال مواد غذائية الى المدينة المحاصرة منذ اكثر من عام والتي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والطبية. واتهم ناشط اعلامي قوات النظام بخرق الهدنة. وقال "لقد فتحوا النار بالرشاشات الثقيلة، بينما كنا ملتزمين بالهدنة، ومن دون سبب"، مضيفا ان معارك اندلعت بعد ذلك. وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن "حشود عسكرية ضخمة لقوات النظام باتجاه مدينة المعضمية"، مشيرة الى ان "الجيش الحر يحاول الاشتباك معها في خان الشيح للتخفيف عن المعضمية". وقال المرصد السوري ان امرأة واربعة أطفال من عائلة واحدة قتلوا "نتيجة قصف جوي بالبراميل المتفجرة على مناطق في خان الشيح". "وكان في الامكان امس مشاهدة العلم السوري مرفوعا فوق خزانات المياه في المعضمية، بحسب ناشطين، الا ان المساعدات الموعودة لم تدخل. وقال المصدر الاعلامي "لا تزال الاعلام مرفوعة، لكن لم يصل اي تموين". وينص الاتفاق على استمرار وقف النار حتى بعد انتهاء ال72 ساعة، وعلى عدم دخول الجيش المدينة، بحسب ما ذكر مسؤولون في المجلس المحلي للمعضمية المعارض. "واكد مصدر مقرب من النظام حصول الاتفاق، مشيرا من جهته الى انه يشمل تسليم الاسلحة الثقيلة الموجودة مع المعارضة المسلحة في المدينة. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "اندبندانت"، امس ، أن الحكومة الإئتلافية البريطانية ترفض السماح للاجئين السوريين بدخول المملكة المتحدة، في خطوة جوبهت بالإنتقاد والإدانة من منظمات الإغاثة الإنسانية. "وقالت الصحيفة، إن الحكومة البريطانية قررت عدم الإنضمام إلى 16 دولة، بما فيها الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا، تعهدت بالسماح لأكثر من 10 آلاف لاجئ سوري فارين من القتال الدائر في بلادهم منذ نحو 3 سنوات بدخول أراضيها. "واضافت أن وكالات الإغاثة الإنسانية الدولية شجبت نهج الحكومة البريطانية حيال اللاجئين السوريين، فيما طالبها حزب العمال المعارض بقبول ما بين 400 و500 لاجئ سوري، بما في ذلك ضحايا التعذيب، والأشخاص الذين يقيمون روابط أسرية في بريطانيا، والنساء والفتيات المعرضات للخطر. "واشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإئتلافية البريطانية، برئاسة ديفيد كاميرون، تصر على قيام الدول المجاورة لسوريا، مثل لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، بايواء اللاجئين السوريين، وتقول إن المملكة المتحدة تقدم مساعدات لأكثر من 2.4 مليون لاجئ سوري فيما وصفتها الأممالمتحدة أكبر كارثة إنسانية في تاريخها. ونسبت إلى وزيرة داخلية الظل في حكومة حزب العمال البريطاني المعارض، إيفيت كوبر، قولها "يتعين علينا القيام بدورنا إلى جانب البلدان الأخرى في اطار برنامج الأممالمتحدة لتوفير ملاذ آمن لبعض اللاجئين السوريين الفارين من الصراع القاتل في بلادهم". واضافت كوبر "لا يمكن للحكومة البريطانية أن تدير ظهرها لهؤلاء الناس، ومن واجبها الأخلافي الرد على دعوة الأممالمتحدة لمساعدة اللاجئين السوريين".