عمل يحكي ويحاكي الواقع العربي في ظلّ الانقسامات الراهنة

«المساء» في ضيافة «اتهامات بريئة»

«اتّهامات بريئة» هو عنوان الجزء الأوّل من ثلاثية أضخم عمل درامي عربي مشترك يحمل عنوان «عائلات من الشمال»، الذي يشارك فيه ممثلون من 10 دول عربية، وكان قد أعطى إشارة انطلاق تصوير أولى لقطاته أمس الأوّل من المركب السياحي «أديم» بمدينة زموري البحري بولاية بومرداس، بحضور الممثلين أصحاب الأدوار الرئيسة من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا، وحضرت «المساء» التصوير، ونقلت بعض ما قيل عنه.
يحكي العمل الدرامي العربي المشترك «عائلات من الشمال» قصصا متداخلة، تعكس الواقع اليومي للعائلات العربية، التي تعيش في مجملها حكايا اختلاف الوجهات والرؤى بين الأجيال؛ جيل متمسّك بتقاليد وعادات الزمن الجميل، وجيل يحاكي روح عصر السرعة، حيث تتصاهر عائلات من شمال إفريقيا بأخرى من نفس المنطقة، وحتى مع عائلات من منطقة المشرق العربي، وتعيش كلّها عبر حلقات المسلسل اختلافات كبيرة بين العادات والتقاليد واللهجات، وتحاول كلّ عائلة في خضم تلك الصراعات، فرض عاداتها ولهجتها على الأخرى.
مثلما يشير إليه عنوان الجزء الأوّل من العمل «اتهامات بريئة»، فإنّ هذه الدراما تعكس واقعا آخر تعيشه معظم المجتمعات العربية على اختلافها، ويتعلّق الأمر بالتفكّك الأسري وصراع الأجيال وسوء الظن؛ «حيث حاولنا من خلال 30 حلقة من هذا الجزء، تسليط الضوء على هذه الآفات الاجتماعية. ويتم في آخر الحلقات دحض كلّ تلك الادعاءات والظنون السيئة وتبرئة من كان في بداية المسلسل متّهما، تماما مثلما يشير إليه عنوان المسلسل»، يشير المخرج عبد السلام دحو ل «المساء».
السيدة بهية راشدي: مسلسل يجمع الإخوة واللهجة ليست عائقا
المسلسل سيصوَّر تحديدا بولايتي الجزائر وبومرداس في لقطات داخلية وخارجية ببعض الإقامات والفلل، بمشاركة وجوه فنية قديرة، تتقدّمهم السيدة بهية راشدي، التي قالت: «مفخرة للجزائر أن تحتضن لقطاته الأولى، وهو عمل عربي كبير، يضمّ قامات في فن التمثيل من الجزائر وكامل القطر العربي، وشباب واعدين في عالم التمثيل». وتضيف أنّه عمل ستشرّف من خلاله الجزائر، حيث ستعرّف باللهجة المحلية على مستوى العالم العربي؛ من خلال عرض المسلسل على أكثر من قناة عربية خلال رمضان المقبل، وفرصة أيضا للمشاركة بأسمائنا ولهجتنا»، تقول سيدة الشاشة الجزائرية ل «المساء»، وتشرح دورها قائلة: «سألعب دور أم لأربع بنات يتزوجن مع أجانب عرب، وبالرغم من تشابه العادات والتقاليد في العالم العربي، إلاّ أنّني أحاول خلال حلقات المسلسل فرض العادات الجزائرية واللهجة الجزائرية، حيث تتفاعل الأحداث وتختلف من حلقة إلى أخرى.. مشيرة: «لما نرى أنّ مشهدا واحدا يضمّ الأم الجزائرية مع بناتها وأصهارها من تونس ومن المغرب ومن سوريا، فإنّ الغاية في الأخير تتلخص في الجمع بين الأمة العربية، واللهجة لم تكن يوما عائقا في ذلك».
الفنانة التونسية ذكرى يونس: هدفنا تصدير لهجتنا الحلوة
من الوجوه المغاربية الشابة المشاركة في «عائلات من الشمال»، الفنانة التونسية ذكرى يونس التي أثنت ل «المساء» على دعم الجزائر لهذا العمل الدرامي الكبير الذي تتشرّف بالمشاركة فيه ضمن أسرة ليبية، تتفاعل حلقاته في حبكة فنية خاصة. وأضافت: «أفضّل ألا أقول أكثر حتى يبقى العمل مفاجأة. ندعو كافة الأسر عبر العالم العربي، لمشاهدته خلال رمضان القادم».
وأكّدت أنّها تتشرّف بدخول البيوت العربية عبر الشاشة الصغيرة، وقالت: «موقف الجزائر الداعم لهذا العمل الدرامي مشرّف حقا للمنطقة المغاربية، وهذا ليس غريبا عن الجزائر تجاه الوحدة العربية قولا وفعلا. ونسعى من خلال مشاركتنا كممثلين من هذه المنطقة الجميلة من العالم العربي، إلى تصدير لهجتنا الحلوة وتقريبها أكثر من أشقائنا في المشرق العربي».
الفنانة المغربية خولة حسين: المشاركة بمثابة حلم تحقّق
من جهتها، تعتبر الممثلة المغربية الشابة خولة حسين أنّ المشاركة في أضخم عمل درامي عربي، عبارة عن فرصة حقيقية يحلم بها كل فنان مبتدئ، مشيرة إلى أنّها بدأت مشوارها الفني قبيل سنوات قليلة فقط من خلال الغناء، لتنتقل إلى بعض أدوار البطولة في أفلام قصيرة بالمغرب، لكن المشاركة في عمل من حجم «عائلات من الشمال» إلى جنب ممثلين من الجزائر وتونس ومصر والأردن وسوريا ولبنان وغيرهم، «شرف كبير».
الممثلة الشابة اعتبرت «اتهامات بريئة» أوّل تسويق لها كممثلة مغربية، وقالت: «يشرّفني كمغربية المشاركة في عمل درامي من هذا الحجم، أولا لتشريف بلدي من جهة، ولكن أيضا لتشريف كامل المنطقة المغاربية من جهة أخرى. ونسعى من خلاله إلى التعريف بعاداتنا وتقاليدنا المتشابهة إلى حد ما مع أشقائنا في المشرق العربي».
الممثل فوزي صايشي: «دحمان» يحاكي الواقع العربي
الفنان الجزائري المعروف بأدواره الفكاهية فوزي صايشي، من الوجوه الجزائرية المشاركة في «اتهامات بريئة»، شارك في أولى اللقطات، وقال ل «المساء» فور الفراغ من التصوير، إنه يقدّم دور المدعو «دحمان» زوج أميرة، اللذين يعيشان مشاكل يومية تعاني منها معظم العائلات العربية على اختلاف تواجدها في العالم العربي، وطبعا كل عائلة تتعايش مع مشاكلها مثلما تمليه العادات والتقاليد، مضيفا أنّه عمل عربي يزاوج بين الأمة العربية، ويعمل كممثل جزائري على تصدير لهجتنا من خلال حلقات هذا المسلسل الشيّق الذي سيُبث عبر 12 قناة عربية خلال رمضان 2017.
الطفل نجيب باشط أصغر ممثل ضمن أضخم عمل درامي
ضمن الوجوه الواعدة التي حالفها الحظ في المشاركة في عمل بحجم «عائلات من الشمال»، الطفل نجيب باشط ذو التسع سنوات، الذي يُعدّ أصغر ممثل ضمن هذا العمل. الطفل قال ل «المساء» بلهجة الواثق إنّ هذا العمل سينال إعجاب الجمهور العربي؛ لأنّه جميل، مضيفا أنّه أوّل عمل من هذا الحجم بالنسبة له، حيث سبق أن شارك في «الكاميرا الخفية» العام الماضي، لكن، في اعتقاده، هذا المسلسل أحسن من حيث القصة والدور الذي يجسّده، قال: «أمثل دور طفل سوري أمّه جزائرية»، باعثا برسالة إلى كلّ العالم العربي، كي يتابعه في أوّل عمل درامي له، سيفتح، لا محالة، الباب له نحو أدوار بطولية ضمن مشواره الفني الواعد..
محمد فرحات كروان مدير عام «كروان الإعلامية»: الجزائر ملتقى النجوم العرب
على هامش نفس اللقاء كان ل «المساء» حديث مع السيد محمد فرحات كروان مدير عام شركة «كروان الإعلامية» المسوّقة ل «عائلات من الشمال»، حيث لفت إلى أنّه يعجز عن التعبير أمام ضخامة العمل الدرامي العربي هذا. وأبدى امتنانه للجزائر التي تستضيف حدثا ثقافيا من هذا الحجم، وهذا ليس بالغريب عن سلطة محبة للفن والثقافة ولشعب متشبّع بضروب مختلف الفنون، وقال: «الجزائر ملتقى الممثلين العرب.. ولا أجد ما أعبّر به عن رحابة الضيافة سوى تهنئة الأشقاء الجزائريين بهذا العمل الضخم بأجزائه الثلاثة. ونتمنى أن يلقى الترحاب والمتابعة من العائلات الشمالية - أي شمال إفريقيا - وكل العائلات العربية بكلّ العالم العربي، وكذا العائلات العربية بأرض المهجر».
كروان قال إنّ العالم الفني العربي مليء بزخم كبير من المسلسلات والأعمال الفنية؛ «صحيح، ولكن الذي يميّز عملنا هذا تحديدا، أنّه يجمع بين المئات من الممثلين من أصقاع العالم العربي، وكل ممثل يتحدّث باللهجة المحلية لبلده، وهذا الذي يصنع الفارق». ويضيف أنّ المسلسل يحاكي ويحكي الواقع كما تعيشه مختلف العائلات العربية، بما في ذلك بعض الإسقاطات السياسية؛ كجزئية لا يمكن التخلي عنها.
الممثل القدير عبد النور شلوش: أتدارس دوري في هذا العمل
من ضمن الوجوه الفنية الجزائرية التي تواجدت عند تصوير أول لقطة من «اتهامات بريئة» الممثل القدير عبد النور شلوش، الذي أوضح ل «المساء» أنّه يحضر كضيف، وهو أوّل لقاء له مع الفريق ككلّ؛ من ممثلين وتقنيين وغيرهم. وفي الأيام القليلة القادمة سيتحدّث عن مشاركته في هذا العمل إذا توصّل إلى اتّفاق، وسيكون سعيدا بالعمل إلى جنب نجوم الدراما العربية، قال: «طبعا هذا على أساس امتلاكي الخبرة الفنية التي صقلتها عبر سنوات من التمثيل مع نجوم عرب في عدة أعمال مشتركة».
وعن «عائلات من الشمال» قال: «هو عمل كبير يجمع كلّ البلدان العربية، وهو إضافة جديدة للسينما الجزائرية نفتخر بها جميعا».
السيد جمال فوغالي مدير الثقافة: بومرداس قِبلة للفن والثقافة
ولم نكن لنغفل رأي الثقافة الراعي الرسمي لهذا العمل العربي المشترك، إذ يقول مدير الثقافة لبومرداس جمال فوغالي إن هذا العمل الفني الكبير سيجعل من بومرداس قِبلة لكثير من الأعمال الفنية العربية الأخرى؛ لأنّها تمتلك زخما ثقافيا وسياحيا وتاريخيا، يؤهلها لأن تكون الواجهة الثقافية الفنية لها وللجزائر عموما.
متفرقات
الشلف ... التداخل اللغوي محور يوم دراسي بجامعة حسيبة بن بوعلي
ينظم قسم اللغة العربية بالتنسيق مع مخبر تعليمية اللغات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والفنون بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف، اليوم (الأربعاء)، يوما دراسيا بعنوان «التداخل اللغوي وتأثيره على الهوية الوطنية الجزائرية» تحت شعار «لغتنا هويتنا».
ويتخلل هذه الندوة، حسب رئيسة مشروع «التداخل اللغوي وأثره التداولي» الدكتورة راضية بن عريبة، 04 محاور، أولها محور «التداخل اللغوي وقاموسه المصطلح، دراسة في المفاهيم»، والمحور الثاني «التنوع اللهجي في الجزائر وواقعه التداولي»،
والمحور الثالث «الثنائيات اللغوية»،وهي اللغة العربية واللغة الفرنسية، واللغة العربية واللغة الإنجليزية، واللغة العربية واللغة الأمازيغية، والمحور الرابع حول «الهوية اللغوية للمجتمع الجزائري».
ويطرح منظمو الندوة في هذا اللقاء إشكالية تأثير التداخل اللغوي على اللغة الأم، وهي اللغة العربية، ومظاهر التداخل اللغوي في المجتمع الجزائري، وانعكاسات التداخل اللغوي على الهوية الوطنية الجزائرية وأبعاد هذا الانعكاس. وحسب الدكتورة راضية بن عربية، فتتمحور أهداف الندوة حول استرجاع مكانة اللغة العربية بين ناطقيها وتداولها وضعا واستعمالا؛ مما يجعلها خاضعة لمقتضيات التطور وتحدياته. ويسعى المشروع إلى تكوين نخبة من الطلبة الجزائريين، يحملون على عاتقهم همّ الدرس اللساني التداولي وتقويم اللغة العربية في تداخلها اللغوي مع اللغات الأخرى.
❊م. عبد الكريم
تلمسان... المركز الإسلامي يحيي يوم الشهيد
تحت شعار «واكتبوها بدماء الشهداء» انطلقت بالمركز الثقافي الإسلامي بالحي الإداري الجديد بتلمسان، فعاليات أسبوع الشهيد المنظّم بمناسبة يوم الشهيد المصادف ل 18 فبراير.
التظاهرة من تنظيم المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي بالتنسيق مع المركز الثقافي الإسلامي. وتضمّ معارض وأنشطة ثقافية للأطفال، ويوما دراسيا حول «دور المساجد ومدارس القرآن في الثورة التحريرية بمنطقة تلمسان».
وحسب المكلف بالنشاطات الثقافية على مستوى المركز الثقافي الإسلامي، فإنّ المعرض الذي يحمل عنوان «أسبوع الشهيد» يتخلّله عدّة أجنحة من الخط العربي إلى المخطوط، بالتنسيق مع متحف الخط العربي ومركز حفظ المخطوط بالعبّاد، وبالتنسيق مع مديرية الخدمات الجامعية، حيث نُظّم بالمناسبة، معرض تاريخي لصور شهداء المنطقة.
❊ ل. عبد الحليم