كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، السيد شلغوم عبد السلام، ل«المساء» أمس، أن الوزارة عازمة على التحول من استيراد المنتجات الفلاحية إلى استيراد الشتلات والشجيرات للرفع من مردود إنتاج مختلف أنواع الفواكه، مع الرد على الطلبات الكبيرة للفلاحين الذي تحول من قلع الأشجار المثمرة لزراعة القمح إلى غرس الألاف من الهكتارات بأشجار الحمضيات واللوز. وردا على تصريحات أحد المنتخبين بفرنسا الذي دعا السلطات الفرنسية للضغط على الوزير الأول عبد المالك سلال، لفتح حصص استيراد التفاح المحظورة منذ منتصف شهر ديسمبر الفارط، كشف شلغوم ل«المساء» أن السوق الوطنية اليوم تعرف إنتاج 450 ألف طن من التفاح بمختلف أنواعه، وهو ما يسمح بتلبية طلبات السوق المحلية، وهناك نية في تحويل الفائض من الإنتاج مستقبلا للأسواق الخارجية. كما أكد الوزير أن مصالحه الفلاحية قررت منذ سنة 2015 إعادة النظر في تراخيص استيراد العديد من الفواكه خاصة المنتجة محليا، وذلك لتلبية مطالب المنظمات الفلاحية التي دقت ناقوس الخطر بعد إتلاف الفلاحين الآلاف من الأشجار المثمرة بسبب الخسائر التي تكبدوها بسبب صعوبة تسويق منتجاتهم التي كانت تعرف منافسة غير شرعية من المنتوج المستورد.بلغة الأرقام أشار شلغوم، إلى أن عدد الشتلات المستوردة سنة 2015 والخاصة بأشجار التفاح بلغت 10800 شجيرة، لترتفع إلى مليون شجيرة نهاية جانفي الفارط. أما أشجار الخوخ فقد ارتفعت خلال نفس الفترة إلى 1,284 مليون شجيرة بعد أن كانت 191616 شجيرة سنة 2015، وبلغت شتلات العنب المستورد إلى غاية نهاية جانفي 1,284 مليون شجيرة بعد أن كان عددها سنة 2015 لا يزيد عن 140 ألفا، أما أشجار اللوز فقد تم جلب 60200 شجيرة سنة 2015 وارتفع العدد إلى 441156 نهاية جانفي الماضي، وهي الأرقام التي تعكس توجهات وزارة الفلاحة التي قررت النهوض بنشاط الأشجار المثمرة حتى تستعيد الجزائر مكانتها السابقة حيث كانت معروفة بالحمضيات والتفاح والإجاص. طلبية ب110 أطنان من الخضر تصدر لأسواق الإمارات فيما يخص نوعية المنتجات الفلاحية ونشاط عدد من المنتجين خاصة بالجنوب، أشار شلغوم، إلى تحضير الفلاحين بولاية بسكرة لتوفير طلبية لدولة الإمارات العربية تتضمن 110 أطنان من مختلف أنواع الخضر على غرار الفلفل الأخضر والبطاطا والبنذجان وهي لا تعد الطلبية الأولى حسب الوزير بل هناك أصداء عن ارتفاع الحصص المطلوبة للتصدير مستقبلا بعد عصرنة أنظمة النقل واللوجستيك لربط الموانئ بمناطق الإنتاج الفلاحي بالجنوب. دفاتر الشروط جاهزة «لإحياء» التعاونيات مع الخواص على صعيد آخر أكد شلغوم، أن الحل للنهوض بالنشاط الفلاحي وتربية المواشي مرتبط بإنشاء أكبر عدد من التعاونيات الفلاحية، وهو العمل الميداني الذي تقوم به مختلف المصالح الفلاحية التي تتقرب من المهنيين وتشجعهم على العمل في شكل تعاونيات للاستفادة من مختلف آليات الدعم والمرافقة التقنية. ولم يخف شلغوم تأسفه من وضعية المزارع النموذجية ال 168 المتربعة على الآلاف من الهكتارات بمردود إنتاجي ضعيف، مشيرا إلى أن مصالحه انتهت من إعداد دفاتر الشروط وسيتم عما قريب الإعلان عن المناقصات لاستقطاب الفلاحين ورجال الأعمال الراغبين في تطوير استثماراتهم.
