أثارت تصريحات أطلقها منسق الهيئة المسيرة لحزب جبهة التحرير الوطني، معاذ بوشارب، السبت، غضبا بين الجزائريين، بعد أن وصفهم مطالبهم بالتغيير بأنها عبارة عن أحلام". فخلال تجمع جهوي لولايات الغرب، نشطه بقصر المؤتمرات لسوناطراك في حي العقيد لطفي بولاية وهران، قال بوشارب "هناك أناس وأحزاب يقولون اتركوا لنا الطريق لنمر، نقول لهم إنكم تحلمون فأحلام سعيدة، وصح نومكم".. وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد فقط من خروج الجزائريين في مظاهرات كبيرة عبر مختلف ولايات الوطن رفضا للعهدة الخامسة لبوتفليقة، حيث طالبوا من الرئيس "العدول عن الترشح لولاية جديدة".. لكن بوشارب الذي يقود حزب جبهة التحرير الوطني حاليا، فضل السخرية من هذه المطالب، ولجأ إلى فتح النار على المعارضة، التي اتهما "بالسعي إلى إذكاء نار الفتنة"، وقال إن "هناك ناس تريد إشعال الفتنة ولكن هيهات هيهات، الفتيل الذي يريدون إشعاله مسقي بدماء الشهداء ودماء الشهداء لا تحرق"، مضيفا "لولا جبهة التحرير التي يستطيع مناضلوها الموت جوعا من أجل بلادهم والبقية تناور عليه بقولهم إنهم يأكلون الكاشير". ووصف بوشارب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ب"المرسول من الله للأب المجاهد عبد العزيز بوتفليقة" لإصلاح الأمة، مستشهدا بالحديث النبوي "الله يرسل على رأس كل قرن رجلا يصلح للأمة أحوالها". مضيفا إن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يسهر على الإصلاحات التي تعرفها البلاد منذ سنوات". في هذا الإطار، دعا منسق الهيئة المسيرة لحزب جبهة التحرير الوطني، الراغبين في التغيير إلى مواصلة حلمهم، لأن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يعمل على الإصلاحات بمفرده"، حسبه. وذكّر المتحدث ب"الانجازات التي تحققت طيلة حكمه منذ 20 سنة" بقوله: "من الذي شيد الطرقات وبنى العشرات من السدود، وبنى 5 ملايين سكن، وحافظ على الدعم الاجتماعي رغم الصعوبات المالية". وعاد بوشارب إلى الحديث عن الندوة الوطنية التي جاء ذكرها في رسالة ترشح عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا بأنها "تبدأ من القاعدة الشعبية وسيتم خلالها مراجعة الإصلاحات التي حدثت في الجزائر منذ 40 سنة"، مؤكدا بقوله: "الدستور يكفل حق التعبير لكل الشعب الجزائري". وقال في هذا الشأن: "اليوم خارطة الطريق التي جاء بها الرئيس وهي الندوة الوطنية أشببها بميثاق 1976 هذا الميثاق الذي أدى في شهر نوفمبر من نفس السنة إلى دستور جديد وأحيا سلطة الثورة التشريعية في البرلمان"، مضيفا "الندوة التي جاء بها الرئيس ستكون جامعة لكل أطياف المجتمع الجزائري وستتوافق فيها الرؤى من أجل مستقبل جديد للجزائر". ورد المنسق العام لحزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب على "دعاة التغيير والرافضين لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة" بقوله: "الذين يشككون في كل شيء يسعون لزعزعة ثقة الشعب في نفسه عن طريق تشكيكهم في كل شيء منجز عرفته الجزائر خلال السنوات الماضية". وذهب المتحدث إلى أكثر من ذلك لما انتقد بعض أحزاب المعارضة التي تطالب بإبعاد الحزب العتيد من السلطة لكي تحكم في مكانه، موضحا في هذا السياق: "بيننا الصندوق والشعب الجزائري الذي دائما صوت لصالح جبهة التحرير الوطني".